في حديث هذا اليوم نتناول الربع الثاني من الحزب العاشر، وأول آية منه قوله تعالى:{وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} وآخر آية فيه قوله تعالى: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}
ــ
يتوالى الحديث في بداية هذا الربع عن الهجرة في سبيل الله، وما أعده الله للمهاجرين من خير عاجل وثواب آجل، وذلك ترغيبا لمن تخلفوا بمكة في الهجرة إلى المدينة، للالتحاق بجمهرة المسلمين، وتحريضا لهم على مفارقة المشركين، ففي الهجرة في أرض الله الواسعة سعة للمسلم من الضيق، وفيها مندوحة له عن الأذى، وفيها فوق ذلك كله تمكين له من ممارسة دينه بكل حرية واطمئنان، والمسلم إذا فارق بيته بنية الهجرة وأدركه الموت في الطريق يكون له عند الله ثواب المهاجر الذي أتم هجرته، وذلك قوله تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ