في هذه الحصة نتناول الربع الثاني من الحزب التاسع في المصحف الكريم، وأول آية فيه قوله تعالى:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} وآخر آية منه قلوه تعالى: {لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا}.
ــ
عندما نتدبر هذا الربع الثاني من الحزب التاسع نجده يهتم بموضوعات بلغت الغاية في التنوع والكثرة، فمن أمر بعبادة الله ونهي عن الشرك به، إلى أمر بالإحسان إلى الوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين، ومن إحسان للجار القريب ذي الرحم، إلى الإحسان للجار البعيد من غير الأرحام، ومن إحسان للرفيق، إلى الإحسان لعابر السبيل والرقيق، ثم يعلن، الحق سبحانه وتعالى غضبه على المختالين الفخورين من أهل الكبر والزهو، وغضبه على البخلاء الذين لا يجودون ولا ينفقون، وعلى الدعاة إلى البخل الذين يضيفون إلى بخلهم تحريض غيرهم على البخل ولا يظهرون أثر نعمة الله عليهم، وينذرهم بالعذاب والاهانة يوم القيامة.
ويستنكر كتاب الله ما يتظاهر به عشاق السمعة وعبيد الرياء