للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثمن الثاني من الربع الأخير في الحزب الستين

بالمصحف الكريم (ت)

عباد الله

حديث هذا اليوم هو مسك الختام لأحاديثنا التفسيرية، وسنتناول فيه بحول الله وقوته "السور التسع" الباقية من الحزب الستين في المصحف الكريم، ابتداء من سورة "قريش" وانتهاء بسورة "الناس"، وكلها سور مكية، ما عدا سورة "النصر".

ــ

أما سورة " قريش " وهي الأولى في هذا الحديث، فرغما عن كونها مستقلة عن سورة " الفيل " التي قبلها، ومفصولة عنها في " المصحف الإمام "، هي في الحقيقة متعلقة بها وتتمة لها، كما صرح بذلك محمد بن إسحاق وعبد الرحمن بن زيد. فمعنى قوله تعالى: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} عند ابن إسحاق وابن زيد: " حبسنا عن مكة الفيل، وأهلكنا أهله {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ}، أي: لائتلافهم واستمرار اجتماعهم في بلدهم آمنين، وكذلك لما سيؤول إليه أمر مكة والكعبة، عندما يبعث إلى الخلق خاتم الأنبياء والمرسلين.

وقوله تعالى: {إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ}، امتنان من الله على قريش بما أفاضه عليهم من الرزق الواسع، عن

<<  <  ج: ص:  >  >>