موضوع حديث اليوم تفسير الثمن الثاني من الربع الثالث في الحزب الستين بالمصحف الكريم، ويشتمل هذا الثمن على سورة "البينة" وسورة "الزلزلة" وسورة "العاديات"، وبداية هذا الثمن قوله تعالى في فاتحة سورة "البينة": {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}، ونهايته قوله تعالى في سورة "العاديات": {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}.
ــ
أول ما تتحدث عنه سورة " البينة " هو التعريف بموقف الكافرين والمشركين من رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين، ذلك الموقف المضطرب المتناقض، فقد كان أهل الكتاب على أثارة من العلم بالرسول " الخاتم "، وكان المشركون يبررون ما هم عليه بعدم إرسال رسول إليهم مثل غيرهم، فلما جاءهم رسول من عند الله جحدوا الرسالة وكذبوا الرسول، وبدلا من أن يتدبروا ما جاء به من الآيات البينات، وينصرفوا عما هم عليه من فاسد المعتقدات، حسبما كان منتظرا، أصروا على ما هم فيه من الضلال، ولم ينفكوا عن المماحكة والجدال، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى: