حديث هذا اليوم نخصصه للربع الأول من الحزب السابع والأربعين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى:{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ}، إلى قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
ــ
وأول ما يواجهنا في هذا الربع هو تقريع وتوبيخ يوجهه كتاب الله لخصوم الرسالة وأعداء التوحيد، أولئك الذين يفترون على الله الكذب، فينسبون إليه من الصفات والنعوت والشركاء ما هو منزه عنه سبحانه، ثم لا يكتفون بكذبهم وافترائهم على الله، بل يضيفون إليه تكذيب كتبه ورسله دون حياء ولا خجل، وفي إصرار وعناد، فهؤلاء أجرأ خلق الله على الظلم،: ظلم الحق، وظلم الحقيقة، {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}(١٣: ٣١)، وذلك قوله تعالى في صيغة سؤال على وجه التقرير:{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ}، بمعنى أنه لا أحد أشد ظلما من هذا الصنف من الخلق، لأنه جمع بين طرفي الباطل، فقد كذب على الله وكذب