رسله، وقال الباطل ورد الحق، وعلى العكس من ذلك أولئك الذين جاءوا بالصدق عن الله، فلم يصفوه سبحانه وتعالى إلا بصفات الكمال، ونعوت الجلال، والذين صدقوهم، فآمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله دون شك ولا جدال، وذلك قوله تعالى:{وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ}، فالذي {جَاءَ بِالصِّدْقِ}، إشارة إلى الأنبياء والرسل، والذي {صَدَّقَ بِهِ}، إشارة لأتباعهم من المؤمنين إلى يوم الدين.
وكما أعلن الحق سبحانه وتعالى في الآية السابقة جزاء الظالمين المكذبين إذ قال:{أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ}، أعلن في الآية التالية جزاء الصادقين والمصدقين، فقال تعالى:{لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ}، وفي هذه الصيغة من دلائل الرضى والإكرام ما يؤكد أن الله سيكرمهم بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وتعرض آيات أخر، ما حاوله المشركون ومن لف لفهم من تهديد الرسول وتخويفه بأذى الأصنام وسخط الأوثان، لأنه أشهر عليها الحرب العوان، وناوأها العدوان، وفي نفس الوقت ترسم نفس الآية للرسول عليه السلام ولكل من سار على نهجه في مقاومة الباطل وأهله، طريق الغلبة والنصر، وذلك بالاعتماد الكلي على الله، والاعتصام بحبله، والثقة بوعده، فقال تعالى:{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ}، وقال تعالى:{أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ}، وقال تعالى: {قُلْ