في حديث هذا اليوم نعالج تفسير الربع الأخير من الحزب الخامس والخمسين في المصحف الكريم، وبدايته قوله تعالى في سورة "الممتحنة" المدنية: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، ونهايته قوله جل علاه في سورة "الصف" المدنية أيضا: {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.
ــ
في بداية هذا الربع عاد كتاب الله إلى فتح باب الأمل والرجاء في وجه فريق من " المهاجرين " كانوا يعانون بعض القلق النفسي من مقاطعة أهلهم وعشيرتهم الذين لا زالوا على شركهم بمكة، فبعدما أمرهم الله تعالى بعداوة المشركين والبراءة منهم ولو كانوا من ذوي الأرحام ومن أقرب الأقربين إسوة بإبراهيم الخليل عليه السلام الذي تبرأ من أبيه نفسه، أشارت الآية الكريمة إلى أن الأمل في إنقاذهم لم ينقطع، وإلى أن الرجاء لا يزال معقودا على هداية الله لهم إلى الحق، فهو سبحانه قادر على أن يشرح صدورهم للإيمان، فيدخلوا تحت طاعة الإسلام، ويعملوا تحت