موعدنا في هذه الحصة مع الربع الأخير من الحزب الثاني والأربعين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى في سورة الأحزاب:{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا}، إلى قوله تعالى في نفس السورة:{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}.
ــ
يواصل كتاب الله في هذا الربع كشف الستار عن المنافقين الذين كانوا مندسين بين المسلمين، فبرز نفاقهم بشكل واضح، عندما زحفت أحزاب الشرك والكفر على مدينة الرسول، تريد القضاء عليه وعلى دينه والمؤمنين، فقال تعالى وهو يصف ما قاموا به من تعويق وتثبيط وراء الجبهة، ومن تثاقل عند الاضطرار للالتحاق بها، وتكاسل عن العمل مع الآخرين فيها:{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا * أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ}.
ثم وصف كتاب الله حال المنافقين الجبناء عندما رأوا قوة