في حصة هذا اليوم نتناول الربع الثالث من الحزب التاسع عشر في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى:{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} إلى قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}.
ــ
في الربع الماضي أنهينا تفسير سورة الأنفال المدنية، وانتقلنا منها إلى سورة التوبة المدنية أيضا، وأول ما يستلفت النظر في سورة التوبة أن " البسملة " غير مكتوبة في أولها كبقية سور القرآن، وإنما لم يبدأ فيها بكتابة البسملة، جريا على ما اختاره أمير المؤمنين عثمان ابن عفان رضي الله عنه في كتابة المصحف " الإمام "، حيث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم انتقل إلى الرفيق الأعلى قبل أن يتلقى عنه كتاب الوحي ما يعرفهم هل " سورة التوبة " جزء من " سورة الأنفال " فلا يفصل بينهما بالبسملة، أم هي مستقلة عنها، فتفصل عنها بالبسملة. ونظرا لهذا