موعدنا في هذه الحصة مع الربع الثاني من الحزب الواحد والأربعين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى:{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} إلى قوله تعالى: {فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}
ــ
مما يستلفت النظر ويثير الانتباه ما يدعو إليه كتاب الله ويحض عليه في غير ما آية، من السير في أكناف الأرض طولا وعرضا، وكتاب الله ينوع الأساليب المتبعة في هذه الدعوة الملحة، كما ينوع الأهداف المرجوة منها، فأحيانا يدعو إلى السير في الأرض دعوة عامة، على أن يكون السير فيها بعقل متبصر، وأذن واعية، وعين متفتحة، كقوله تعالى فيما سبق من سورة الحج (٤٦): {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. وأحيانا يدعو إلى النظر فيها للتعرف على ما أودعه في طياتها من أسرار الخلق وبدائع المخلوقات، وخزائن