يتناول حديث اليوم موجزا تفسيريا للربع الثاني من الحزب الثالث في المصحف الكريم، وأول آية في هذا الربع هي قوله تعالى:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} وآخر آية فيه هي قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}.
ــ
في مطلع هذا الربع يتحدث كتاب الله عن السعي بين الصفا والمروة، ويؤكد تقرير الإسلام لحرمة كل منهما، بصفتهما من شعائر الله، وذلك إزالة لمخاوف المسلمين الذين توقفوا في أمرهما، ظنا منهم أنه يسري عليهما حكم الإسلام في منع كثير من مظاهر الجاهلية وتقاليدها {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}.
وتشير الآيات البينات بعد ذلك إلى عقيدة التوحيد الخالص، وبراهينها الكونية الساطعة، معتمدة على وسائل الإقناع الفطرية الملموسة، وطرقه التجريبية المحسوسة، التي يستوي في إدراكها وفهمها كل الناس، من مختلف المستويات والأجناس، {وَإِلَهُكُمْ