في حديث هذا اليوم نعالج تفسير الربع الثاني من الحزب الستين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى في فاتحة سورة "البلد" المكية: {بسم الله الرحمن الرحيم لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} إلى قوله جل علاه في ختام سورة "الضحى" المكية أيضا: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}.
ــ
وفي بداية هذا الربع، وهو فاتحة سورة " البلد " المكية، قسم عظيم من الله تعالى على حقيقة واقعية تجمل حياة الإنسان من بدايتها إلى نهايتها، وكتاب الله عندما يأتي في سوره بهذه الأنواع من القسم يتوخى أمرين اثنين:
- الأمر الأول: لفت نظر المؤمنين والناس كافة إلى الأهمية الخاصة التي تكون للشيء المقسم به في حد ذاته، فالتنبيه إليه، وتركيز الفكر حوله، مدعاة إلى التأمل فيه تأملا كافيا يعين على تحقيق الغرض المطلوب.
- الأمر الثاني: لفت نظر المؤمنين والناس كافة إلى الحقيقة الكبرى التي تنعكس من خلال المعنى المقسم عليه، فإدراك تلك