في حصة هذا اليوم نتناول تفسير الربع الثالث من الحزب الواحد والأربعين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}، إلى قوله تعالى:{إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ}.
ــ
في بداية هذا الربع وجه كتاب الله الخطاب إلى خاتم الأنبياء والمرسلين، وعن طريقه إلى كافة المؤمنين، يثبت فؤادهم على الدين الحنيف، ويدعوهم إلى التفاني في التمسك به والثبات عليه، دون التفات لما سواه، ويذكرهم بأن الإسلام هو (دين الفطرة) القيم، الذي لا تناقض في عقيدته، ولا اعوجاج في شريعته، فهو الملائم للفطرة المنسجم معها منذ البداية، وهو الموافق للنظر الصحيح، والمطابق للعقل السليم في النهاية، وكيف لا وهو الدين الوحيد الذي يعلن وحدة النوع الإنساني على اختلاف ألسنته وألوانه وأقوامه، ويعلن وحدة الكون على اختلاف أجزائه وتنوع أجرامه، ويعلن وحدة المكون المدبر للكون