موضوع حديث اليوم تفسير الربع الثالث من الحزب الثامن والخمسين في المصحف الكريم، وبدايته قوله تعالى في فاتحة سورة "القيامة" المكية: {بسم الله الرحمن الرحيم لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}، ونهايته قوله جل علاه في سورة "الإنسان" المكية أيضا: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا * عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا}.
ــ
في مطلع هذا الربع وهو فاتحة سورة " القيامة " المكية، إشارة إلى أمرين اثنين: الأمر الأول القيامة وأهوالها. والأمر الثاني: النفس وأحوالها، وكأن فاتحة هذه السورة براعة استهلال، فقد استغرق الحديث عن هذين الأمرين السورة بتمامها، من بدايتها إلى نهايتها، {بسم الله الرحمن الرحيم لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}، والمقسم عليه في هذا المقام هو نفي ما يزعمه المشركون، من أنه لا قيام للساعة ولا بعث للإنسان، والتأكيد على إثبات المعاد، وبعث الأجساد.
أما " يوم القيامة " فمعروف، وأما " النفس اللوامة " فقد قال