مجاهد:" هي التي تندم على ما فات وتلوم عليه "، وقال الحسن البصري:" إن المؤمن - والله- ما نراه إلا يلوم نفسه، ما أردت بكلمتي؟ ما أردت بأكلتي؟ ما أردت بحديث نفسي؟، وإن الفاجر يمضي قدما ما يعاتب نفسه "، والأشبه بظاهر التنزيل في رأي ابن جرير أن " النفس اللوامة " هي التي تلوم صاحبها على الخير والشر، وتندم على ما فات، وقال ابن عطية:" كل نفس متوسطة ليست بمطمئنة ولا أمارة بالسوء، فإنها لوامة في الطرفين، مرة تلوم على ترك الطاعة، ومرة تلوم على فوت ما تشتهي، فإذا اطمأنت خلصت وصفت، ولعل كلمة " الضمير " بالمعنى المتعارف اليوم ترادف كلمة " النفس اللوامة "، ولا سيما إذا كان ضميرا حيا لا ميتا، فوخز الضمير يشابه لوم النفس من عدة وجوه.
وتساءل كتاب الله عن الوهم الذي يداخل بعض النفوس الضعيفة، ولا سيما نفوس المشركين، وهو استبعادهم إعادة الحياة إلى الإنسان بعد موته، المعبر عنها هنا " بجمع عظامه بعد افتراقها " حيث قال تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ}، ثم أجاب كتاب الله على هذا التساؤل الغريب بما يفيد أن الله قادر على ذلك وعلى أكثر منه، وليس بعزيز على قدرته سبحانه أن ينشئ الإنسان في خلق جديد، أو أن يعيد تكوينه على ما كان عليه بأدق أجزاءه وجميع تفاصيله، بحيث لا ينقص من الإنسان المعروف أي عضو من أعضائه مهما صغر، ولا يتبدل فيه شكل أي عضو مهما دق، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى:{بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}، ولا غرابة في هذا، فإن الإنسان