في حديث هذا اليوم نتناول تفسير الثمن الأول من الربع الأخير في الحزب الستين بالمصحف الكريم، وهذا الثمن من كتاب الله يشمل بقية سورة "العاديات" وسورة "القارعة" وسورة "التكاثر" وسورة "العصر" وسورة "الهمزة" وسورة "الفيل"، وكلها سور مكية.
ــ
وأول هذا الثمن يحتوي على ختام سورة " العاديات " التي تناول الحديث فيها جحود الإنسان لنعمة ربه، رغما عما يتقلب فيه من الهبات الإلهية، والعطايا الربانية، التي لا حد لها ولا حصر، {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}(إبراهيم: ٣٤).
ففي ختامها تساءل كتاب الله هل بلغ الجهل والغرور بالإنسان، الكافر بالله، الجاحد لنعمه، إلى حد أن يتجاهل ما هو مقبل عليه -أحب أم كره- من مفارقة القبر بعد نزوله، وانتقاله منه، بعد سكناه المؤقتة، إلى دار البقاء والخلود، ليحاسب فيها على ما أصر عليه من الكبر والجحود:{أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ}؟ أي: إذا أخرج من كان مقبورا فيها من الأموات،