في حديث هذا اليوم نتناول الربع الأخير من الحزب الواحد والخمسين في المصحف الكريم، ابتداء من قوله تعالى في سورة "محمد" المدنية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}، إلى قوله تعالى جل علاه في صورة "الفتح" المدنية أيضا: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا}.
ــ
لا تزال التوجيهات الإلهية تترى على المسلمين الأولين بما يهديهم ويسدد خطواتهم، ويقيم دعائم دولتهم الأولى بالمدينة المنورة، على أساس متين، من الحق المبين.
ففي هذا الربع يتجه الخطاب الإلهي إلى المؤمنين بأحب وصف إليهم، وأعز شعار عليهم، وهو وصف " الإيمان " بالدين الحنيف، وشعاره المنيف:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، ثم يؤكد الحق سبحانه وتعالى أمره لهم بطاعة الله وطاعة رسوله، طاعة كاملة مطلقة، لا تردد فيها ولا التواء، وذلك حذرا من إبطال