أعمالهم، وإحباط مساعيهم، إذا لم يبادروا إلى الامتثال، أو ظهرت منهم بوادر الإهمال:{أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}.
ثم يتحدث كتاب الله عن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله، بما يضعونه في طريق المؤمنين من العراقيل، وما يدبرونه من المؤامرات والدسائس لعرقلة الدعوة الإسلامية، حتى لا تتمكن من تحقيق أهدافها، والوصول إلى غاياتها، وينذر هؤلاء الأعداء الألداء للإسلام والمسلمين بأنهم إذا واصلوا نفس الخطة تجاه الإسلام، ولم يتراجعوا عنها إلى أن أدركهم الموت، فإنه لا سبيل إلى غفران ذنوبهم، ولا إلى نجاتهم من العذاب الأليم الذي ينتظرهم، ومعنى هذا أن فرصتهم الوحيدة المواتية إلى الآن وحتى الآن هي تدارك ما فات بالدخول في حظيرة الإسلام، والتوقف عما اعتادوه من الدسائس والآثام، فإذا تابوا إلى الله قبل أن يدركهم الموت توبة نصوحا كان لهم في الإسلام ردء وأي ردء، وجنة واقية من عذاب الله، إذ الإسلام يجب ما قبله، وإلى ذلك يشير قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}.
واتجه خطاب الله بعد مرة أخرى إلى المؤمنين جميعا، ناهيا لهم عن الرضى بالوهن والفشل والتخاذل، وعن الميل إلى موادعة الأعداء ومسالمتهم، إن كانت تلك المواعدة والمسالمة لا خير فيهما للإسلام، ولا نفع من ورائهما للمسلمين، وذلك قوله تعالى:{فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ}، قال القاضي أبو بكر