في حصة هذا اليوم، نتناول الربع الأول من الحزب الثالث في المصحف الكريم، وأول آية فيه قوله تعالى:{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} وآخر آية فيه: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
ــ
في هذا الربع من سورة البقرة يتركز الاهتمام، ويدور الحديث حول محور واحد هو موضوع القبلة التي اختارها الله للمسلمين، توحيدا لوجهتهم بعد توحيد عقيدتهم، فجعلها في البيت العتيق، أول بيت لعبادة الله وضع للناس.
وها هنا ينبغي أن نعود إلى الوراء قليلا لنجد في الربع الثالث من الحزب الثاني آية كريمة تقول:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. والإشارة في هذه الآية إلى الموقف المخزي الذي وقفه المشركون بمكة، من المؤمنين الراغبين في ارتياد المسجد الحرام لعبادة