للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الربع الثاني من الحزب الخامس

في المصحف الكريم (ت)

عباد الله

حديث هذا اليوم، يتناول الربع الثاني من الحزب الخامس في المصحف الكريم، وبداية هذا الربع قوله تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى} ونهايته قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.

ــ

مما نلاحظه بادئ ذي بدء في هذا الربع من سورة البقرة اقتصاره من البداية إلى النهاية على موضوع البذل والإنفاق في سبيل الله، وتحريكه لهمم المسلمين وعزائمهم بشتى الوسائل، حتى يقوموا بهذا الواجب الاجتماعي الجليل.

ففي الآية الأولى من هذا الربع يعلم الحق سبحانه وتعالى للمؤمنين من عباده أدب الصدقة وحسن الإنفاق، ويعرفهم بأن الحكمة في إسداء المعروف من القادر إلى العاجز، ومن الغني إلى المحتاج ليست هي مجرد ترضية حاجاته المادية، وقضاء ضرورياته الحيوية، بقدر ما هي إكرام له، وإعزاز لجانبه، وترفيه عنه، وإشعار له بالإخاء الصادق من جانب بقية إخوانه المسلمين، والامتزاج التام

<<  <  ج: ص:  >  >>