من مظاهر الإنفاق والإحسان، وهم في الحقيقة قرناء الشيطان {وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا}.
وتنتقل الآيات إلى وصف العدل الإلهي الذي لا يضيع في وزنه مثقال ذرة فضلا عما هو أكبر وأجل، ويسجل كتاب الله "وعد الصدق" بمضاعفة الحسنات للمحسنين وثوابهم عليها بما لا حد له ولا حصر.
ومن هناك يتجه الخطاب الإلهي إلى الرسول الأعظم، ويصف له مشهدا من أعظم المشاهد المؤثرة في يوم القيامة، عندما يقف الرسول صلى الله عليه وسلم شهيدا على أمته، ولا فرق بين من شاهدوه في حياته، ومن لم يشاهدوه ولحقوا به خلال القرون والأجيال حتى يوم الدين، وبين كتاب الله ماذا يكون عليه في ذلك المشهد العظيم حال أولئك الذين عصوا الله ورسوله، حيث يودون لو أن الأرض ابتلعتهم فلم يبق منهم أثر ولا خبر، ولكن أين المفر؟ {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}.
ثم تتناول الآيات الكريمة فريضة الصلاة التي هي عماد الدين، وما يجب للدخول فيها من استعداد فكري ونفسي وجسمي خاص، فلا صلاة مع ضياع العقل وخبال الفكر وشرود الذهن، ولا صلاة مع قيام ما يمنع المصلي من استيفاء جميع أركانها على الوجه المطلوب {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} ثم لا صلاة مع الحدث الأصغر والحدث الأكبر، المنافيين لمناجاة الله والوقوف بين يديه.