وفي هذا السياق يتناول كتاب الله قصة هود عليه السلام وعادا قومه، فيذكر نوع الدعوة الإلهية التي دعا إليها جميع الأنبياء والرسل، وهي الدعوة إلى الإيمان بالله واليوم الآخر:{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}، ثم يحكي كتاب الله الرد الذي قابلت به عاد دعوة هود عليه السلام، وما يتضمنه هذا الرد من شك وتكذيب وعناد، وما احتوى عليه من التحدي لقدرة الله، رغما عن أنه القاهر فوق عباده:{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا}. أي لتصدنا عنها، {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}، أي فأتنا بالعذاب الذي تنذرنا به من عند الله.
ويتصدى هود عليه السلام لجواب قومه عاد جوابا خاليا من الادعاء والتطاول على الله:{قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ}، أي فهو سبحانه الذي يعلم متى يذيقكم العذاب، {وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ}، أي تصرون على الجهل بوحدانية الله وقدرته، وتردون دعوة الله الموجهة إليكم ردا غير جميل.
ويمضي كتاب الله في وصف ما آل إليه أمر عاد في النهاية، إذ تعرضوا لغضب الله، جزاء عنادهم وإصرارهم وتحديهم لقدرة الله، فقد نقلت الروايات أن عاد أصابها الحر الشديد، وطال عليها الجفاف والجدب، واحتبس عنها المطر، حتى أصبحت جميع الأنظار فيها متطلعة نحو السماء، تنتظر تصريف