دبر الصلوات، وأول ذلك تكبير الإمام والناس معه دبر صلاة الظهر من يوم النحر، وآخر ذلك تكبير الإمام والناس معه دبر صلاة الصبح من آخر أيام التشريق، ثم يقطع التكبير ".
قال مالك: " والتكبير في أيام التشريق على الرجال والنساء، من كان في جماعة أو وحده، بمنى أو بالآفاق كلها، واجب، وقال:" الأيام المعدودات أيام التشريق ".
ثم تولى القرآن الكريم مرة أخرى في هذا الربع، ومن زاوية جديدة، بيان الوصف الواضح الكاشف، وتقديم التعريف الجامع المانع الذي يعرف المؤمنين بطائفة المنافقين، وذلك زيادة على ما سبق في وصفهم أول سورة البقرة، فبين أن طائفة المنافقين تحاول دائما سلب العقول وبلبلة الأفكار عن طريق السفسطة والتضليل، وتواجه البسطاء بما يعجبهم ويغريهم، حتى يقعوا في شبكتها من أيسر طريق، ولا تتورع أن تحلف الأيمان المغلظة، تأكيدا لصدقها المزعوم، وإثباتا لحسن نيتها المزيفة، إذ أنها تحس من أعماقها بما هي عليه من تزييف يهددها بالفضيحة في كل حين، حتى إذا ما واتاها الحظ وأدركت القصد، انكشفت عورتها، وظهرت حقيقتها، وتبين للناس أنها عامل من عوامل الإفساد، لا من عوامل الإصلاح، وأنها سبب من أسباب الهلاك والخسران، لا من أسباب الفلاح والعمران، وذلك قوله تعالى في شأنها:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}.