للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الاستناد إلى سند صحيح وجد من قال: إنهم ثلاثة، وكلبهم الحارس لهم هو الرابع، ووجد من قال: إنهم خمسة، وكلبهم هو السادس، ووجد من قال: إنهم سبعة، وكلبهم هو الثامن، وكتاب الله يكل علم عددهم الحقيقي في النهاية إلى علام الغيوب، وإن كان لا ينفي أن يعرف بعض الأصفياء من خلقه بعددهم على وجه التحقيق، وبهذه المناسبة يحض كتاب الله نبيه الأمين، وعن طريقه كافة المؤمنين، على الاكتفاء بما ورد عنهم في كتاب الله، وعدم المماراة في شأنهم، وينهاه عن استفتاء أهل الكتاب في أمرهم، وإلى هذا العنصر الرابع يشير قوله تعالى هنا: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا}.

- العنصر الخامس يتعلق بعدد السنين التي مرت على أصحاب الكهف وهم رقود قبل أن يبعثهم الله من مرقدهم، ويتعرفوا على ما آل إليه أمر مدينتهم من الصلاح بعد الفساد، والإيمان بعد الشرك، وفي هذا الصدد نجد كتاب الله في الربع الماضي لا يحدد أي عدد مخصوص، بل يقول: {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا}، ونجد كتاب الله في هذا الربع يصف حيرة أصحاب الكهف أنفسهم بعد أن بعثهم الله من مرقدهم، وعدم اتفاقهم على مدة محدودة لبقائهم داخل الكهف، ويتحدث عن تسليمهم الأمر في تحديدها إلى علم الله فيقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>