للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بمكة ونزل بها الوحي في السور المكية، كما في هذه السورة وسورة الأنعام المكية أيضا، إذ قال تعالى في شأن الزكاة: {كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الآية: ١٤١]. لكن إخراجها في العهد المكي كان موكولا إلى إيمان المومن وضميره الحي كيف شاء وبأي قدر شاء، فلما نزلت الآية المدنية، وقامت الدولة الإسلامية، وقع تحديد مقاديرها وأنصبتها وشروطها والجهات التي تصرف إليها في السنة الثانية من الهجرة، وأصبحت موردا من الموارد العامة لبيت مال المسلمين، وحقا ثابتا للمعسرين في ذمة الموسرين.

- ووصف كتاب الله العلامة الرابعة التي تميز المؤمنين المفلحين فقال: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ}، إشارة إلى تمسكهم بالعفة التامة في المخالطة الجنسية، وإمساكهم عن كل ما لم بأذن به الله من إباحية وانحراف وشذوذ، واقتصارهم على التمتع الحلال بالحياة الزوجية المشروعة، ابتغاء نسل صالح يقوم في الأرض بالخلافة عن الله، ويحقق حكمة الله، وعطف كتاب الله على لفظ (الأزواج) المتضمن للحياة الزوجية، التي هي الأصل الأصيل لبناء الأسرة في الإسلام، كلمة (ملك اليمين)، إشارة إلى الظروف الطارئة التي يشتبك فيها المسلمون في حرب مع أعدائهم، ويعامل أولئك الأعداء أسارى المسلمين الذين يقعون في أيديهم معاملة الأرقاء، فيمتلكونهم ولا يطلقون سراحهم، ولا يقبلون فداءهم، فيضطر المسلمون إلى معاملتهم بالمثل عندما يقع في أيديهم أسارى

<<  <  ج: ص:  >  >>