للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وضع الثياب للقيلولة، وأما بعد صلاة العشاء قبل النوم فلأنه وقت التجرد من ثياب اليقظة والالتحاف بثياب النوم. وقد سمى كتاب الله كل فترة من هذه الفترات " عورة " لأن الشأن في الناس ان يقل تسترهم وتحفظهم فيها، مما قد يؤدي على كشف العورة، فلا بد للطوافين بالبيت من الخدم والأطفال، أن يستأذنوا في هذه الأحوال. أما بعد هذه الفترات الثلاث التي هي وقت التكشف غالبا فيسمح لهم بالدخول من غير استئذان، لضرورة العيش المشترك، والمخالطة والمداخلة في عين المكان، وذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ} أي أن المنزل الواحد مشترك يطوف فيه البعض على البعض {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.

لكن إذا خرج الأطفال من مرحلة الطفولة ودخلوا مرحلة البلوغ أصبح الاستئذان واجبا في كل وقت، لا في تلك الفترات الثلاث وحدها، وطبق عليهم ما يطبق على الكبار من بقية الأولاد والأقارب، وذلك قوله تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}. ويشي قوله تعالى في هذه الآية: {كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} إلى الحكم الذي تضمنه

<<  <  ج: ص:  >  >>