خرجه الترمذي في سننه، ووصفه بأنه حديث حسن صحيح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني).
ففي قوله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ} إشارة إلى ما للخالق من حقوق على خلقه، خصوصا حق العبادة والطاعة، وحق الشكر والثناء، وحق الحساب والجزاء.
وفي قوله تعالى:{وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا} إشارة إلى ما للمخلوقين من حاجة دائمة إلى إمداد خالقهم، تقتضيهم باستمرار طلب الهداية وطلب المعونة من رب العالمين، الرحمان الرحيم.
وفي قوله تعالى:{الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} إشارة إلى التوجيه السماوي الذي أكرم الله به المؤمنين والقانون الإلهي الذي شرعه لخيرهم ونفعهم، ضبطا للصلة القائمة بين المخلوق والخالق، وتنظيما للعلاقة القائمة بين الإنسان وأخيه الإنسان.
وفي قوله تعالى:{الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} إشارة إلى سلسلة النور، التي برزت أول حلقة من حلقاتها منذ أقدم العصور، من النبيئين والصدّيقين والشهداء والصالحين، الذين تعاقبوا على عرش الخلافة الإلهية في هذه الأرض، فعاشوا على هدىً من ربهم، مؤدين الرسالة، مبلغين الأمانة، وكان لقاؤهم مع الله لقاء من سبقت له الحسنى {أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
وفي قوله تعالى:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} إشارة إلى الفئات المنحرفة من بني الإنسان، التي لم تستجب لنداء الرحمان،