للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذين آتاهم علم القرآن، فآمنوا بها وقاموا بحقها، حفظا وتلاوة وتفسيرا وتلقينا إلى آخر الزمان، وذلك معنى قوله تعالى هنا: {فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} مصداقا لقوله تعالى في آية أخرى (٣/ ٧): {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}، وقوله تعالى في آية ثانية (٩: ١٥): {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.

وانتقل كتاب الله إلى وصف مزاعم المتعنتين، الجاحدين لآياته، الذين ينتحلون لأنفسهم الأعذار، عسى أن لا يقعوا تحت طائلة الإنذار والإعذار، فقال تعالى حكاية عنهم أولا، ومبطلا لمزاعمهم ثانيا: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْ آيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠)}.

والآيات التي يقصدونها ويطالبون النبي بها هي من نوع (المعجزات المادية) التي رافقت رسالة بعض الرسل السابقين، مثل ناقة صالح، وعصا موسى، ومائدة عيسى، مما كان سندا لهم في دعوى الرسالة، وبرهانا على صدقهم لدى من أرسلوا إليه، لكن كتاب الله رد على أولئك الجاحدين بأن إنزال مثل تلك (الآيات المادية والوقتية) مرده إلى الله وبيده وحده، لا دخل فيه لنبي ولا رسول.

على أن الله تعالى قد وهب خاتم أنبيائه ورسله كتابا معجزا: {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} يعدل بجميع تلك المعجزات، ولا يقتصر أثره على فترة محدودة من

<<  <  ج: ص:  >  >>