الظاهرة الأولى: قيام السماوات، وثباتها في أماكنها دون استناد إلى عمد.
والظاهرة الثانية: استقرار الأرض، وتوازنها بالجبال الرواسي من فوقها، حتى لا تضطرب بمن عليها من الإنسان والحيوان، وما عليها من معالم الحضارة والعمران.
والظاهرة الثالثة: عمارة الأرض بسلالات الإنسان، وغيره من أصناف الحيوان، على اختلاف الصور والأحجام والألوان.
والظاهرة الرابعة: إنزال المطر من السماء أي: إنزاله من جهتها وسمتها، وإنبات النبات في الأرض بعد موتها.
وذلك قوله تعالى:{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ}، أي: حتى لا تهتز ولا تضطرب، {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ}.
ولا يسع الإنسان العادي أمام كل ظاهرة من هذه الظواهر الكونية، فضلا عن الباحث المتطلع إلى معرفة أسرار الكون، والمعني بالكشف عن نواميس الطبيعة، إلا أن يقف مبهورا أمامها، مأخوذا بعظمة مبدعها وصانعها، هاتفا من أعماق قلبه مع كتاب الله إذ يقول:{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}(١١: ٣١).