للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ساخطا وغاضبا، {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}.

وبتسجيل هذه الوصايا الخمس من وصايا لقمان (الحكيم)، في آيات الذكر الحكيم، فتح كتاب الله الباب على مصراعيه في وجه (حكمة) الحكماء، وبين أن الحكمة تؤخذ من كل أحد إذا كانت حكمة صحيحة موافقة للدين والأخلاق، وليست مجرد مهاترة أو هراء كما هو الشأن في المتطفلين على الحكمة من الأدعياء.

وتخللت الحديث عن لقمان ووصاياه الخمس عدة آيات كريمة، في طليعتها آية تحدثت عن تلقين الله الحكمة للقمان، ودعوته إلى شكر الله على نعمه: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}، ثم آيتان في التذكير بحقوق الوالدين والبرور بهما فيما لا معصية فيه، وإبراز الأهمية الخاصة لدور الأم في حياة الأسرة، {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} الآية، ثم آية أخرى توجه فيها الخطاب الإلهي إلى كافة البشر، ممتنا عليهم بنعمه الظاهرة والباطنة، وتسخير ما في الكون من الطاقات والثروات لمنفعتهم، {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}.

وخُتِمَ هذا الربع ب آيتين كريمتين كشف فيهما كتاب الله الستار عن عناد الذين استولى عليهم التقليد الأعمى، فأخذوا

<<  <  ج: ص:  >  >>