الخلق، وطيب المعاشرة، والقناعة بما هن عليه من العيش دون إلحاح ولا إزعاج.
ثم قال تعالى وهو يخاطب أزواج النبي:{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ}، مؤكدا بذلك شرف منزلتهن، وفضل درجتهن، وعظيم مسؤوليتهن، منبها إلى أن (تقوى الله) هو الأساس الذي تبنى عليه كل المزايا والفضائل، وأن من لم يتق الله لا يستحق إلا أسفل الدرجات وأحط المنازل.
وإمعانا في تهذيب أزواج الرسول عليه السلام، وتمكينهن من تسنم أعلى المقامات في التربية والسلوك، حتى يكن خير قدوة للمؤمنين والمؤمنات، لقنهن كتاب الله جملة من الآداب النافعة، والوصايا الجامعة، التي تخلع عليهن مزيدا من الجلال والوقار، وتجعلهن في منأى عن كل الشبهات والأوزار. والخطاب وإن كان موجها إليهن بالأصالة فهو موجه بالتبع إلى جميع نساء المسلمين.
الوصية الأولى: أن يكون كلامهن جزلا، وقولهن فصلا، دون ترقيق مصطنع، قد يبعث الغريب على الطمع، وذلك قوله تعالى:{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}، أي: في قلبه ريبة، {وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}، أي: قولا حسنا، لا لينا ولا خشنا.
الوصية الثانية: أن يصرفن عنايتهن الخاصة واهتمامهن الزائد إلى تدبير بيوتهن، إذ لا تتحقق سعادة البيت والأسرة على