مرحلة الطلاق، في انتظار المرحلة القادمة من الزواج، وهذه المتعة شبه التعويض بلغة العصر، وليفارقها على وجه جميل، وذلك قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}.
ويلاحظ في هذه الآية وصف الزوجات المعقود عليهن بوصف {الْمُؤْمِنَاتِ}، فقد قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ}، إرشادا من الله لعباده إلى أن أفضل زواج ينبغي أن يختاره المؤمن لنفسه هو الزواج بمؤمنة مثله تدين بدينه، وتشعر بشعوره، وتكون لها نفس النظرة إلى الحياة التي يحياها، ونفس الاحترام للمقدسات التي يقدسها، والقيم التي يحافظ عليها، فينشأ أولاده في بيئة مؤمنة يسودها الانسجام والوئام، نفسيا وروحيا واجتماعيا، أما الزواج (بالكتابيات) فلم يندب إليه الإسلام أصالة، وإنما أباحه بصفة استثنائية، لتحقيق بعض الأغراض الشرعية، بحيث متى أصبح ذلك الزواج عاجزا عن تحقيقها كان البعد عنه أوجب وأولى، لما له من عواقب سيئة محققة، على الأسرة المسلمة والمجتمع الإسلامي.
كما يلاحظ في هذه الآية إطلاق (النكاح) على العقد وحده، قال ابن كثير (وليس في القرآن آية أصرح في ذلك من هذه الآية).
ويشهد لما ذكرناه من وجوب أداء نصف الصداق (المسمى) إلى الزوجة المطلقة قبل الدخول قوله تعالى فيما سبق من سورة