وبعد أن أذن كتاب الله للنساء برفع الحجاب عند مقابلة هؤلاء الأقارب ومن في حكمهم ومعاملتهم، أوصاهن الحق سبحانه وتعالى بالتزام تقواه ومراقبته في الخلوات والجلوات، حماية لهن من كل زيغ، وصيانة لهن من كل شبهة، وذلك قوله تعالى:{وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا}.
وتزكية للرسول من ربه، وتنويها بقدره لدى أمته ولدى الإنسانية جمعاء، وتعريفا بسامي منزلته في الملأ الأعلى عنده، تفضل الحق سبحانه وتعالى فقال:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}، وصلاة الله على رسوله والصالحين من عباده ترمز إلى ذكره الجميل لهم، وثنائه عليهم، وصلاة الملائكة عليهم دعاؤهم لهم بالرحمة والرضوان، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك النصيب الأوفر، والحظ الأكبر.
ثم لقن كتاب الله كافة المؤمنين والمؤمنات ما يجب عليهم نحو الرسول الكريم، من التعظيم والتكريم، بالصلاة عليه والتسليم، فقال تعالى في نفس السياق:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، قال ابن كثير:(أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والسلام عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين، العلوي والسفلي جميعا).
واستنادا إلى هذه الآية الكريمة ذهب جماعة من الصحابة والتابعين وأئمة الشريعة إلى أن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة في الصلوات الخمس، بحيث لا تصح الصلاة بدونها، خصوصا في التشهد الأخير. ومن أشهر القائلين بوجوبها في الصلوات