للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واستعرض كتاب الله في هذا السياق، جملة من آيات الله في الأنفس والآفاق، ليذكر بها من يمرون عليها وهم عنها معرضون.

ومن آيات الله في الأنفس قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}، قال سعيد بن جبير: (ما مضى من أجله فهو النقصان، وما يستقبله فهو الذي يعمره، وبذلك تتفق هذه الآية مع قوله تعالى (٤٩: ١٠)، {إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}.

ومن آيات الله في الآفاق قوله تعالى: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ}، أي: أن بعث الأموات يماثل إحياء الأرض الموات، وقوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ}، أي: ما تستوي البحار وكبريات الأنهار، {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، وقد كان المتعارف بين الناس أن الحلية إنما تستخرج من البحار، لكن أثبت البحث الآن أنها تستخرج حتى من بعض الأنهار، مصداقا لما ورد في القرآن، وفسرت الحلية في هذا المقام باللؤلؤ والمرجان. وقوله تعالى: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي

<<  <  ج: ص:  >  >>