للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ}، وهذه السورة الكريمة تشير إلى يهود " بني النضير "، وجلائهم عن المنازل التي كانوا يسكنونها، والحصون التي كانوا يتحصنون بها خارج " المدينة " على أميال منها من الناحية الشرقية، وذلك بعدما حاصرهم رسول الله والمؤمنون ست ليال، على رأس ستة أشهر من " غزوة أحد " أوائل السنة الرابعة من الهجرة، فنزلوا واستسلموا، على أساس الكف عن دمائهم، والجلاء عن منازلهم وحصونهم، وأن لهم ما أقلّته إبلهم وحملته من الأموال والأمتعة، فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل، إلاّ " الحلقة " وهي السلاح الكثير، فلم يسمح لهم بحمله معهم، واتجه فريق من بني النضير إلى " خيبر "، واتجه فريق آخر إلى " أذرعات " من أعالي الشام.

والسبب المباشر لحصار " بني النضير " ونزولهم على " الجلاء " فيما يذكره أصحاب المغازي والسير هو أنهم تواعدوا مع رسول الله على أن يخرج إليهم في طائفة من أصحابه، وأن يخرج إليه منهم طائفة من أحبارهم، حتى يلتقي الفريقان ويسمعوا منه، فيؤمنوا به إن صدقه أحبارهم، فلما حل الموعد غدا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهم: " إنكم لا تؤمنون عندي إلا بعهد تعاهدونني عليه "، فأبوا أن يعطوه عهدا، رغما عن مهادنته لهم منذ هجرته إلى المدينة، وما أعطوه له من العهد والذمة إذ ذاك، وبهذه المناسبة خلا بعضهم ببعض، فقالوا: " إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، وكان رسول الله مستندا إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>