للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قريش قبل فتح مكة بسنتين فقرة فيها شيء من الغموض، يقول نصها ما يأتي: " على أنه لا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته إلينا "، وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال بأسفل الحديبية عقب عقد الصلح بينه وبين قريش أقبل عليه نساء مسلمات، ممن كن مقيمات بمكة يرغبن في مفارقة أزواجهن المشركين، ويطلبن الهجرة إلى المدينة مع إخوانهن المسلمين، فأنزل الله على نبيه " آية الامتحان " تستثني النساء المسلمات من تلك الفقرة الغامضة التي تضمنها " صلح الحديبية " حتى لا يقع ردهن إلى أيدي المشركين، نظرا لحرمة الإسلام التي يتمتعن بها من جهة، ورقتهن وضعفهن من جهة أخرى، وتبين بذلك أن " شرط الرد إنما كان في الرجال لا في النساء " وأن الشيء الوحيد الذي يرد إلى الأزواج المشركين إنما هو صداق زوجاتهم المسلمات اللائي فارقنهم وأردن الهجرة مع رسول الله إلى " المدينة " وذلك حتى لا يقع عليهم خسران مزدوج: خسران الزوجة وخسران المال، كما طالب كتاب الله المشركين بنفس الشيء إذا جاءتهم امرأة من طرف المسلمين أن يردوا صداقها إلى زوجها المسلم، وذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}، أي: أن المسلمات من الآن فصاعدا أصبحن حراما على المشركين، كما أن المشركين أصبحوا حراما على المسلمات: {وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا}، أي: ادفعوا إلى المشركين الذين كانوا أزواجا للمسلمات المهاجرات ما أنفقوا عليهن من الأصدقة، وينفذ لهم

<<  <  ج: ص:  >  >>