{فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ}، أي: أصابتها آفة سماوية بأمر الله في الوقت الذي كانوا يغطّون في نومهم، {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ}، أي: أصبحت كأنها مقطوعة الثمار، لأن الآفة السماوية قضت على ثمارها، {فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ}، أي: لما كان وقت الصبح، نادى بعضهم بعضا أن يذهبوا إلى قطف الثمار، {فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ}، أي: ذهبوا وهم يتكلمون بصوت منخفض، يحذر بعضهم بعضا من أن يدخل عليهم المساكين وهم يقطفون الثمار، لأنهم لا يعترفون للمساكين بأي حق فيما آتاهم الله من فضله، {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ}، أي: لمّا رأوا مزرعتهم على حالة يرثى لها، ظنوا أنهم دخلوا إلى مزرعة أخرى غير مزرعتهم، وذلك من هول المفاجأة، ولمّا تأكدوا أنها هي بنفسها لا غيرها، قالوا:{بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ}، أي: أدركوا أن الله عاقبهم وعاملهم بالحرمان، جزاء كفرهم بنعمته وعدم شكره عليها، ولما تيقنوا من عقاب الله، {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ}، أي: ذكرهم أرجحهم عقلا وأفضلهم سلوكا، بما كان قد نصحهم به من قبل، من إعطاء المساكين حقهم في ثمرات تلك المزرعة، شكرا لله على ما آتاهم، ولما عرفوا أنه كان محقا فيما نصحهم به، {قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ}، أي: أخذ بعضهم يلوم البعض الآخر، واعترفوا بذنبهم جميعا، {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ}، أي: كنا على غير حق فيما بيتناه من هضم حقوق