يعود على الله، والمراد عرشه، أي تصعد الملائكة إلى العرش، كما تصعد أرواح بني آدم إليه عند قبضها حين الموت.
وقوله تعالى:{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}، إما أن يكون إشارة إلى يوم القيامة، وما فيه من طول الموقف والشدائد والأهوال، وإما أن يكون إشارة إلى مدة اليوم الذي يعرج فيه الملك، وأن مقدار مسافته لو عرجه آدمي خمسون ألف سنة، من أيام البشر، ونسب أبو حيان هذا القول إلى " ابن عباس وابن إسحاق وجماعة من الحذاق منهم القاضي منذر بن سعيد ". وسبق في سورة " الحج " ذكر اليوم الذي يعدل بألف سنة، حيث قال تعالى:{وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}(الحج: ٤٧)، وبهذا يكون كلا اليومين من الأيام التي تندرج في عداد " أيام البشر "، إذ حساب أيام البشر تابع للزمان المعتاد بينهم، والمعهود عندهم، وهذه أيام أخرى ليست من جنس أيامهم، ولله في خلقه شؤون.
ودعا كتاب الله الرسول عليه السلام إلى المزيد من الصبر، ومن " الصبر الجميل " الذي لا شكوى معه ولا يأس ولا قنوط، فقال تعالى مخاطبا لنبيه:{فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا}.
ثم عادت الآيات الكريمة إلى وصف يوم القيامة وأهواله، وما يقع فيه للمخلوقات من اضطراب وتناكر، وحرص كل فرد على النجاة بنفسه إن استطاع النجاة والخلاص، ناسيا كل الروابط التي كانت تربطه بغيره، ومتجاهلا كل العلاقات التي كانت تجمع