وتساءل كتاب الله مرة أخرى، منكرا على الكفار والمشركين ما هم عليه من عناد ونفور، واستكبار وغرور، رغما عما يقرع أسماعهم، ويزعزع كيانهم، من آيات الله البينات، وما يشاهدونه كل يوم على يد رسوله من المعجزات، {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ}، أي: ما لهؤلاء الكافرين نافرين، {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ}، أي متفرقين يمينا وشمالا، معرضين مستهزئين، {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ}، أي: أيطمع كل واحد من هؤلاء الفارين المستهزئين المغرورين أن يدخل الجنة وهو على ما هو عليه، عنادا للحق، وإصرارا على الكفر، ثم يجيب الله ردا على ما يتمنونه من الأماني الفارغة، {كَلَّا}، أي لا سبيل لهم إلى دخول الجنة أبدا،