قال ابن كثير في تفسيره:(والمعنى في هذه الآية أن الدين ليس بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال. وليس كل من ادعى شيئا حصل له بمجرد دعواه، ولا كل من قال: إنه هو على الحق سمع قوله بمجرد ذلك، حتى يكون له من الله برهان، أي ليس لكم ولا لهم النجاة بمجرد التمني، بل العبرة بطاعة الله سبحانه، وإتباع ما شرعه على ألسنة الرسل (الكرام).
وروي أنه لما نزلت هذه الآية شق أمرها على كثير من الصحابة، وكان أبو بكر الصديق ممن استفسر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى فيها {وَمَن يَعمَل سُوءاً يجز بِه}. فأجابه عليه السلام قائلا:(غفر الله لك يا أبا بكر، ألست تمرض، ألست تنصب، ألست تحزن، ألست تصيبك اللاواء (الشدة والمحنة) قال بلى، قال:(فهو مما يجزون به).
وروى علي بن أبي طالب عن ابن عباس تعقيبا على قوله تعالى:{وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}: إلا أن يتوب فيتوب الله عليه.
وقوله تعالى (نقيرا) المراد بالنقير النقرة التي في ظهر نواة التمرة، ومما يتصل به لفظ (القطمير)، والمراد به اللفافة التي على نواة التمرة، ولفظ (الفتيل)، والمراد به الخيط الذي في شق النواة، وهذه الألفاظ الثلاثة كلها وردت في القرآن الكريم.