قال (ابن العربي): (قال علماؤنا، التسعة من الخزرج هم: أبو أسامة أسعد بن زرارة، وسعد بن الربيع، وعبد الله بن رواحة، والبراء بن معرور، وعبد الله بن عمرو، وعبادة بن الصامت، وسعد بن عبادة، والمنذر بن عمر، وعمر بن الجموح)، وذكر بن كثير بدلا من هذا الإسم اسم (رافع بن مالك بن العجلان) والثلاثة من الأوس هم أسيد بن الخضير، وسعد بن خيثمة، ورفاعة بن عبد المنذر. ومن الناس من يعد فيهم أبا الهيثم بن التيهان، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه (نقيب الأنصار) بالنسبة لنقبائهم ولمن تحتهم جميعا.
وكلمة (نقيب) تطلق في اللغة على الأمين والكفيل، وإنما قيل له (نقيب) لأنه يعرف دخيلة أمر القوم ومناقبهم، والمناقب تطلق على الخلق الجميلة وعلى الأخلاق الحسنة.
وكما عرف الإسلام (النقباء) فقد عرف (العرفاء)، جمع عريف، وهو الذي يعرف ما عند الشخص الذي كلف به، ليعرف به من جعله عريفا، فقد روي أن وفد هوازن لما جاؤوا تائبين إلى النبي صلى الله عليه وسلم كلم رسول الله الناس، وسألهم أن يتركوا لهم نصيبهم من السبي، فقال الناس:(قد طيبنا ذلك يا رسول الله - أي وافقنا عليه- لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم). فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم، ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا، وبنى قراره صلى الله عليه وسلم على ما بلغه (العرفاء) إليه نيابة عمن يمثلونهم من الناس.