والجهاد {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} كما تتناول محاولة الكافرين اليائسة يوم القيامة، للافتداء من عذاب الله والخروج من النار دون جدوى {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ}.
أما موضوع الأمن على الأرواح فقد تناوله القرآن الكريم عندما عرض على المؤمنين قصة ولدي آدم، وبين أنهما ذات يوم قدما إلى الله قربانا بقصد التقرب إليه، فتقبل الله من أحدهما ولم يتقبل من الآخر، وكانت الصدقة المقبولة هي صدقة ولد آدم التقي، دون أخيه غير المتقي، فثارت فورة الحسد والحقد في نفس الأخ الذي لم يقبل قربانه، وأحس أنه قد افتضح أمام الناس، إذ ظهر من أمره ما بطن، وألقى الشيطان في روعه أنه لا حياة له ما دام أخوه المتقي والمقبول القربان عند الله يمشي على الأرض، ففكر في قتل أخيه والتخلص منه لينفرد وحده بالعيش، وعندما هدد أخاه بالقتل أجابه أخوه بأن قبول القربان يتوقف على تقوى الله، فما عليه إذا أراد قبول قربانه إلا أن يتقي بدوره، لكن أخاه أصر على قتله مهما كلفه الأمر، فما كان من الأخ المتقي إلا أن ذكر أخاه الحسود الحقود بأنه يخاف الله، وأنه لن يقاتله ولن يقتله ولو دفاعا عن نفسه، وأنه يفضل أن يقع إثم قتله على أخيه، بدلا من يقع هو في الإثم مثله، وأخيرا تغلبت نزعة الشر في أخيه على نزعة الخير التي فيه، فقضى نحبه قتيلا على يد أخيه، وتحمل أخوه وزر قتله ووزر كل قتل وقع بين الناس من بعده، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تقتل نفس ظلما