للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شائعة بين بني إسرائيل أنفسهم، رغما عن ادعاءاتهم المزيفة وتظاهرهم بعكسها من العلم والمعرفة.

وهكذا تفضحهم الآية الكريمة أمام المسلمين والناس أجمعين، عندما تنطق بالأمر الواقع الذي ليس له من دافع، فتقول: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ}.

ولا تكتفي بفضح ما يدعيه جمهورهم من العلم بالكتاب على ما هو عليه من جهل، حتى تصم النخبة منهم، بوصمة التزوير والتلفيق، لا في النصوص العادية المجردة، بل في أقدس النصوص، نصوص الوحي الإلهي والكتب المنزلة، تلاعبا منهم بالدين، ومتاجرة بالعقيدة {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}.

ثم تعود الآيات الكريمة من جديد للإشارة إلى المواثيق الغليظة التي أخدها الله على بني إسرائيل ميثاقا بعد ميثاق، لكنهم لم يلبثوا إلا قليلا حتى نقضوها عروة عروة، الواحد بعد الآخر {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ}. - {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ}. وفي آية سابقة: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} - {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}.

وتتصدى الآيات الكريمة للرد عليهم، وإبطال ما يدعونه لأنفسهم من امتياز وتفضيل على بقية الملل، بدعوى أنهم (شعب

<<  <  ج: ص:  >  >>