للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أشيروا علي أيها الناس) وكان يريد أن يعرف رأي الأنصار بعدما عرف رأي المهاجرين، ويتخوف أن يكون رأيهم هو التعهد بنصرته ممن دهمه بالمدينة، لا بنصرته ممن هاجمه خارجها، فقال له سعد بن معاذ: " والله لكأنك تريدنا يا رسول الله. قال: أجل. فقال سعد باسم الأنصار: " فوالذي بعثك بالحق إن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما يتخلف منا رجل واحد، إنا لصبر عند الحرب، جمع " صبور " صدق عند اللقاء " جمع صدوق " فسر على بركة الله ". فسر رسول الله صلى اله عليه وسلم بقول سعد وقال للمسلمين: (سيروا على بركة الله وأبشروا. والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم).

وقوله تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} المراد بغير ذات الشوكة " طائفة العير " التي انتظر البعض أن تقع في أيديهم دون قتال، " وذات الشوكة " هي طائفة النفير من مشركي قريش، التي استنفرها أبو سفيان فجاءت لقتال المسلمين، وكان عددها يتجاوز ألف مقاتل، بينما كان عدد المجاهدين " البدريين " ثلاثة عشر مقاتلا وثلاثمائة مقاتل لا غير، كما حققه القاضي أبو بكر " ابن العربي "، وبسبب ذلك تخوف بعض المسلمين أن ترجح عليهم كفة المشركين.

ثم بين كتاب الله أن الحكمة من وراء غزوة بدر ليست هي القيام بمناوشة عادية، أو تحقيق مكسب رخيص، وإنما هي مقدمة كبرى لأمر كبير، وشأن خطير، هو انتصار الإسلام على الشرك داخل جزيرة العرب، وظهوره على الملل الباطلة والأديان المنحرفة في

<<  <  ج: ص:  >  >>