وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم: ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب) وفي رواية: (ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) وإنما أطلق عليه في هذه الرواية (رجب مضر) لأن مضر هي التي اقتصرت في الجاهلية على تحريمه دون غيرها. قال القاضي أبو بكر " ابن العربي ": " وهذا كله إنما هو بيان لتحقيق الحال، وتنبيه على رفع ما كان وقع في الشهور من الاختلال ".
ومن هذا الموضوع انتقلت الآيات الكريمة إلى الحديث عن غزوة تبوك وما أحاط بها من ظروف وملابسات، وما لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عراقيل وعقبات، أثناء استعداده لها وعند خروجه لملاقاة الروم أعداء الإسلام، الذين كانوا يتربصون به الدوائر في الشام، قال تعالى:{مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ} - {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} - {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ}.