للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حقوق إخوانهم وهم " عيال الله "، بتمكينهم من وسائل العيش الضروري، وأسباب الكسب الشريف، عن طريق الزكاة المفروضة، و (أحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله) كما قال عليه الصلاة والسلام، ففي الصلاة يتجلى إيمان المؤمن تجاه خالقه، وفي الزكاة يتجلى إيمان المؤمن تجاه أخيه، كما يتجلى فيها شكره لرازقه، وذلك معنى قوله تعالى: {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}.

والمؤمنون والمؤمنات لا يكونون من أهل الإيمان الصادق إلا إذا أسلموا وجوههم لله، وطبقوا في حياتهم اليومية المنهج السماوي الذي رسمه لهم الله، فالله تعالى أعلم منهم بما يصلحهم، والله تعالى أعلم منهم بما يلائمهم، والله تعالى أحكم منهم بما اختاره لهم عن علم شامل ومحيط، من نهج للعمل والسلوك، وطريق للنجاح المحقق في الحياة، دنيا وأخرى، وهذا هو المعنى المقصود من (طاعة الله ورسوله) لأنها طاعة أحكم الحاكمين، ورب العالمين، كما قال تعالى هنا في وصف المؤمنين والمؤمنات: {وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}. وواضح أن من التزم طاعة الله ورسوله تحرر من طاعة كل من خالفهما، إذ "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".

ومن كان متحليا بهذه الصفات المميزة للمؤمنين والمؤمنات، كان حقا على الله أن يشمله برحمته، وأن يرعاه بعين رعايته، فقد تعهد لهم سبحانه ذلك تفضلا منه وكرما، عندما قال مشيرا ومبشرا للمؤمنين والمؤمنات: {أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} {عَزِيزٌ} يعز المؤمنين ويذل المنافقين {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، {حَكِيمٌ} يختار للمؤمنين

<<  <  ج: ص:  >  >>