للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} إلى غير ذلك من الآيات الناطقة بهذا الوصف، الملازم للمنافقين، الأولين منهم والآخرين.

وقوله تعالى هنا: {لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ} معناه أن أغنياء المنافقين إنما يرمون من وراء حلفهم هذه المرة إلى التخلص من تأنيب المؤمنين ولومهم، فهم يخافون المعرة والتجريح لا غير، وهم يحاولون أن يخلعوا على عذرهم الباطل صبغة العذر الصحيح.

ثم قال تعالى مخاطبا لرسوله والمؤمنين: {فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} والأمر بالإعراض عن المنافقين هنا يقتضي مقاطعتهم واحتقارهم واعتبارهم منبوذين خارج الجماعة الإسلامية. ولخبث طويتهم، وفساد عقيدتهم، وصفهم كتاب الله بأنهم " رجس " أي قذر وخبث، كما وصف المشركين من قبل في هذه السورة نفسها بأنهم نجس: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}.

ثم عاد كتاب الله إلى تحليل دافع آخر من الدوافع التي حملتهم على استعمال سلاح الحلف الباطل، فبين أنهم يحاولون بذلك كسب رضا المؤمنين والحصول على ثقتهم من جديد، إلا أن الحق سبحانه وتعالى حذر المؤمنين من أن يقعوا في هذا الفخ، وذكرهم بأن الله لا يرضى عن المنافقين أبدا،

<<  <  ج: ص:  >  >>