يفهمه بعض من يتعبد بمجرد السياحة في الأرض، والتفرد في شواهق الجبال والكهوف والبراري، فإن هذا العمل ليس بمشروع إلا في أيام الفتن والزلازل في الدين، كما ثبت في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال -أي أعاليها وقممها- ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن).
وقال القاضي أبو بكر " ابن العربي ": " والسائحون هم الصائمون في هذه الملة، حتى فسد الزمان، فصارت السياحة هي الخروج من الأرض عن الخلق، لعموم الفساد، وغلبة الحرام، وظهور المنكر، ولو وسعتني الأرض لخرجت فيها، لكن الفساد قد غلب عليها، ففي كل واد بنو نحس " هكذا يقول ابن العربي بالحرف الواحد.
ووصف (الراكعين الساجدين) يقتضي أنهم يقيمون الصلاة ويحافظون عليها دون أي كسل أو تهاون أو إهمال.
ووصف (الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر) يقتضي أنهم هداة مرشدون، يجهرون بالحق ولا يخافون لومة لائم، ويقفون في وجه العصاة والفاسقين، حماية للأمة والملة من انتشار المعاصي والفواحش، وحذرا مما يتبعها من غضب الله على العباد والبلاد.
ووصف (الحافظين لحدود الله) يقتضي أنهم كما قاموا بعبادة الحق، ولم يهملوا نصيحة الخلق، امتثلوا الأوامر واجتنبوا