وفي هذه السورة الكريمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(شيبتني هود وأخواتها) جوابا لأبي بكر الصديق عندما قال له: (يا رسول الله قد شبت) كما روى ذلك الترمذي في سننه، وأخواتها هي: سورة الواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت، كما ورد في رواية أخرى عند الترمذي.
وسورة هود لها شبه كبير بسورة يونس قبلها، وتستغرق أخبار الأنبياء السابقين وقصصهم مع أقوامهم أكبر قسم من هذه السورة، فبالإضافة إلى قصة هود مع قومه تتناول سورة هود جوانب جديدة من قصص نوح وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى.
ومما ينبغي التنبيه إليه في هذا المقام أن كتاب الله لا يتناول الموضوع الواحد، ولاسيما قصص الأنبياء، عدة مرات لمجرد التكرار، بل إن عودته ما بين الحين والحين إلى تناول تلك القصص تتضمن عرض جانب جديد من جوانبها لم يسبق عرضه من قبل، مما يتناسب مع السياق والموضوع الجديد الذي وردت فيه القصة.
قال أبو القاسم بن جزي صاحب " القوانين الفقهية " في كتابه {التسهيل لعلوم التنزيل}: " فإن قيل ما الحكمة في تكرار قصص الأنبياء في القرآن، فالجواب من ثلاثة أوجه:
الأول: أنه ربما ذكر في سورة من أخبار الأنبياء ما لم يذكره