وخدامك فيها ملوكها الأغمار، فقصر جندك قيصر وكسر كسرى فانكسر، وتبعك تبع والنجاشي، وأوساط الملوك والأقيال غدوا لك خداماً وحواشي، وغفر لك فغفور بالثناء فاه، وأخنيت على الخان وخاقان فوجه كل رقعة دستك شاه، وأذعن لك فرعون مصر وسلطانها وجبى لك على يد جببو الدين إيران الدنيا وتورانها، وآل أمرك إلى أن دان لك سكان الأقاليم وقطانها، أليس قصارى تطاول قصورك إلى القصور، ونهاية كمالك النقص وحياتك الموت وسكناك القبور؟ قلت
فعش ما شئت في الدنيا وأدرك ... بها ما رمت من صيت وصوت
فخيط العيش موصول بقطع ... وحبل العمر معقود بموت
وقيل
قميص من القطن من حلة ... وشربة ماء قراح وقوت
ينال به المرء ما يرتجى ... وهذا كثير على من يموت
فأين أنت من نوح وطول عمره، ونياحته على قومه وحسن عبوديته وشكره، ولقمان ووعظه وولده، وتربيته لطول الحياة لبده، وداود